أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية، مساء السبت، اعتقال مواطن مصري يُدعى محمد صبري سليمان، بعد تنفيذه هجومًا بزجاجات مولوتوف حارقة استهدف مظاهرة نُظمت في مدينة دنفر بولاية كولورادو، كانت تدعو إلى الإفراج عن محتجزين لدى حركة حماس، وتطالب الحركة بتسليمهم ضمن جهود متواصلة للتفاوض بشأن إطلاق سراح أسرى.

وبحسب بيان صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن الهجوم يتم التعامل معه كـ”عمل إرهابي محتمل”، ويجري التحقيق في خلفياته ودوافعه، لا سيما في ظل الاشتباه بأن سليمان دخل الأراضي الأمريكية بشكل غير شرعي، وأنه يحمل دوافع سياسية تتعلق بالنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وقع الهجوم في إحدى الساحات العامة بالمدينة، حيث كان عشرات النشطاء والمتضامنين يشاركون في وقفة احتجاجية تطالب حماس بالإفراج عن محتجزين يُعتقد أنهم محتجزون لديها منذ تصاعد الحرب في غزة. وبينما كان الحضور يرفعون لافتات تدعو إلى حماية المدنيين و”عودة الرهائن”، فوجئ المتظاهرون بشخص يقتحم الموقع وهو نصف عارٍ، ويحمل عدة زجاجات حارقة.

وأظهرت مقاطع فيديو وثّقها شهود عيان ونشرتها وسائل إعلام أمريكية، أن سليمان ألقى الزجاجات الحارقة تجاه التجمع، مرددًا بصوت عالٍ شعارات مناهضة لإسرائيل، من بينها: “كم عدد الأطفال الذين قتلتوهم؟”، و”يجب أن نقضي على الصهيونية”، و”الصهاينة قتلة”. وسُمع في الخلفية أصوات بعض المتجمهرين وهم يعبرون عن استنكارهم لما حدث، حيث قال أحدهم: “أنت لا تستطيع أن تفعل هذا”، قبل أن تتدخل الشرطة التي كانت قريبة من الموقع وتقوم باعتقال المهاجم دون وقوع خسائر بشرية جسيمة.

أكدت شرطة دنفر أن الهجوم تسبب في إصابة عدد من المشاركين بجروح طفيفة نتيجة الشظايا وحرارة الحريق الناتج عن الزجاجات الحارقة، بينما تم إخلاء المنطقة كإجراء احترازي، وفرض طوق أمني حول الموقع. وفي أول تعليق له، قال المتحدث باسم الشرطة المحلية: “نحن نتعامل مع هذا الهجوم بأعلى درجات الجدية، وسيتم التحقيق في ملابساته على المستوى الفيدرالي والمحلي، خاصة في ظل وجود مؤشرات على دوافع أيديولوجية محتملة”.

من جانبها، أدانت جمعيات يهودية ومناصرون للرهائن الهجوم، واعتبروه “تعبيرًا عن تصاعد خطاب الكراهية والعنف السياسي في ظل أجواء الحرب”، فيما طالبت منظمات عربية وإسلامية بالتحقيق بعدم التسرع في ربط الحادث بالمجتمع العربي أو المسلم دون أدلة واضحة، محذرين من تداعيات ذلك على خطاب الكراهية بحق المهاجرين.

وبحسب المصادر فإن محمد صبري سليمان هو شاب مصري في الثلاثينيات من عمره، يُعتقد أنه دخل الأراضي الأمريكية منذ أشهر قليلة عبر أحد المعابر الجنوبية، ولم يحصل على إقامة قانونية حتى الآن. وتحقق السلطات في سجله السابق، ومدى ارتباطه بأي جماعات سياسية أو تنظيمات خارج البلاد. ووفقًا للمحققين، يخضع سليمان حاليًا للاستجواب، وقد يواجه تهمًا جنائية فدرالية تتعلق بمحاولة القتل، واستخدام مواد حارقة ضد مدنيين، وارتكاب عمل إرهابي، وهي تهم قد تؤدي إلى عقوبات بالسجن لسنوات طويلة أو الترحيل في حال الإدانة.

يأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه الشارع الأمريكي انقسامًا متزايدًا حول تطورات الحرب في غزة، حيث تتعدد التظاهرات بين من يدعم إسرائيل ومن يناصر الفلسطينيين، وسط تصاعد حاد في خطاب الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويُحذر خبراء أمنيون من أن هذه الانقسامات قد تُفضي إلى مزيد من أعمال العنف ذات الطابع الفردي أو الأيديولوجي، مما يفرض تحديات أمنية متزايدة على أجهزة إنفاذ القانون في مختلف الولايات.

شاركنا تعليقك