شوارع مزدحمة، صراخ، انتصاب على قارعة الطريق، تصادم بين الناس ولهفة تملئ العيون أهو اليوم المشهود؟ هل العالم علو وشك النهاية؟ لا إنه رمضان ذلك الشهر الذي يزورنا مرة في السنة حاملا معه من الإيمان و البركة ما يسع الجميع، فلماذا نحن لا نرد له الجميل!
في خضم معركتنا على اقتناء مختلف الأنواع من الأكل و الحلويات تدهس سلامتنا الغذائية تحت الأرجل أو بالكاد نكون نعرفها أو حتى نهتم لأمرها؛ وحش العصر إنه الإرهاب الغذائي إن صح القول الذي طغى على عقولنا وقيدها بشهوات "حيوانية" لتنزع منا كل أنواع الإنسانية والإيمان.
علما بأن شهر رمضان تزداد فيه فرص الربح عند التجار وخاصة عند الذين لا يمتثلون لأي قانون و ترتفع القدرة الشرائية عند المواطن فتعترضنا مصائب الشوارع العربية و منها: انتصابات عشوائية، سلع مجهولة الهوية تفتقر لأ بسط علامات السلامة الغذائية كتاريخ الصنع/تاريخ انتهاء الصلاحية/رقم الدفعة/بلد المنشأ و غيرها من المعلومات التي تحمي حياة المستهلك من أغلب حوادث التسممات الغذائية التي شهدت ارتفاعاً صارخاً بعد الثورة، فهل الثورة سبيل النعمة أم النقمة؟!
لتفادي كل ما يمكن أن يهدد سلامة المستهلك خاصة البسيط و الفقير علينا أن نتبع بعض النصائح العامة لتفادي اللهفة التي أصبحت وباء يلازم رمضان كل سنة:
-توفير السلع الأساسية للمواطن بكميات محدودة و محددة حسب المحافظات و الأحياء
- تكثيف حملات المراقبة الصحية قبل أشهر من بدئ رمضان و أيضا خلاله ليقع التركيز على المخازن و المصانع برمتها التي تقوم بتوزيع السلع الغذائية على كامل أنحاء البلاد..
-القيام بحملات تحسيسية لأهمية الجودة الغذائية و التؤكيد على أن الجودة ليست مرتبطة بالأسعار المرتفعة
-تنبيه عام للمواطن بعدم التشجيع للشراء من الانتصاب العشوائي و المحلات المجهولة الغير المرخصة و القيام بتخفيضات شاملة على السلع الغذائية ذات الجودة الرفيعة و الإنتاج الصالح
-حصص تكوينية لكل من يعمل في مجال الصناعات الغذائية، مطاعم، محلات مرطبات و غيرها..
- تحكموا في شهواتكم التي تجعلكم تهدرون الطعام فهو ثروة نادرة أكثر من الماء
أخيرا نصل لأهم نقطة وهي أنت أيها المستهلك فلا تنسى أنك قدوة للأطفالك الذين هم جيل المستقبل فعلمهم أن حياتهم غالية و عزيزة النفس مهما كانت وضعيتك الاجتماعية.
