ككل سنة يحتفل المصريون بعيد شم النسيم وهي من الأعياد المهمة و التي لها وقع خاص عند المصريين كعادة قديمة توارثتها الأجيال من عهد الفراعنة و هي تقام في شهر ابريل من كل سنة، ويقوم الروسيين الذين يسكنون سيبيريا باستعمال طريقة تمليح السمك بعد نزعه من نخاعه الشوكي كامل وقطعة لشرائح و هي من العادات المتعود عليها هناك و خاصة عندما يتاح لهم الصيد حسب الظروف المناخية المتاحة.
الفسيخ أو السمك المملح هو ما يميز هذه الاحتفالية المميزة فتجد طوابير من المصريين على اقتنائه من أهم ما يتوجب عليهم فعله،وكأنه إحدى أهم الطقوس الدينية التي لا يمكن الاستغناء عنها، يتناسى المواطن أو المستهلك خلالها أهمية القواعد الحياتية التي يجب أن تطبق على الأكلات خاصة الحساسة منها و هي السلامة الغذائية.
ضبط 4 أطنان من السمك الفاسد من قبل أعوان الصحة و المراقبة في كامل أنحاء مصر و مازالت عمليات المراقبة مستمرة في عملية لإبطال الغش الذي يستعمله البائع لربح الأموال دون الاهتمام بصحة المستهلك.
التمليح تقنية مهمة ودقيقة إذا استعملت بطريقة صحيحة للحصول على منتوج خال من تكاثر للبكتيريا و الطفيليات لذلك علينا أن ننتبها لبعض النقاط منها: إزالة أحشاء السمك كاملة، تمليح السمك لمدة أسبوعين كاملين، تغليف السمك عند عرضه للبيع أو عند التخزين حتى لا يتعرض للعوامل الخارجية و الحشرات، عرض المبيعات يكون مطابق لشروط و مواصفات حفظ الصحة لضمان جودة قياسية.
الحواس الخمسة من أهم الأشياء التي تساعدنا على تقييم السلامة الغذائية للفسيخ قبل شرائه فمثلا اللون الأزرق، الرائحة الكريهة و تفتت السمك من الداخل و الخارج نلاحظ هذا عند اللمس المباشر كلها مؤشرات على أن الفسيخ غير قابل للاستعمال الآدمي فعلى السمك أن يكون ذات لون وردي و رائحة مقبولة لضمان جودة سليمة، عدى هذا يتعرض المستهلك لتسمم غذائي خطير تسببه بكتيريا "الكلوستريديوم" وهي تنمو في أغذية غير محفوظة بطريقة سليمة تسبب الشلل الكامل للأعصاب و في أقصى الحالات الوفاة و للفطريات حض في هذا أيضا.
و كبديل أفضل يمكن استعمال سمك الرنجة المدخن لأنه يتعرض لحالة من الحرارة أثناء التدخين تقضي على البكتيريا فلذلك هي تعد نوع من التعقيم تتعرض له الأسماك المدخن خاصة وللتبريد نفس خصوبة التعقيم.
أخيرًا لا تنسوا الخضروات، الليمون و الخل كأهم مرافق لطبق الفسيخ لتقليل نسبة تكاثر البكتيريا و كل عيد شم نسيم و انتم بخير!
بقلم الباحثة في مجال التغذية والصحة والوقاية؛ الكاتبة التونسية: دنيا القليبي