اهم الأخبار:

مقالات

أمي مثالية ولكم الحكم |.. بقلم : إسراء سيف

حريتنا - أمي مثالية ولكم الحكم |..  بقلم : إسراء سيف

 

هل لديك صديق تختلف معه كثيرًا ولكن لا تستطيع الاستغناء عنه؟...تتشاكسون وتتوعدون بالخصام ومن ثم بعد ساعات قليلة تتحدثون كأن شيئًا لم يكن!....أمي هي صديقتي التي لا نتفق أبدًا على شىء سوى حبنا لبعض هو ما نتفق عليه وهو ما يبقى في النهاية.

أعلم أن الجميع يرون أمهاتهم أفضل أمهات بالوجود، وأنا منهم فدعوني أحدثكم عن أمي لتحكموا هل تستحق لقب الأم المثالية أم أنني أبالغ.

أمي مثالية لحكايتها قبل حتى زواجها من أبي، فهي الأخت الكبيرة لأخواتها وطالما تعاملت معهم على أنهم أبنائها وليسوا فقط مجرد أشقاء.حصلت على دبلوم التمريض وعملت بمستشفي حكومية حتى أصرت على فكرة السفر لدولة عربية، سافرت أمي  قرابة الأربعين مرة للقاهرة بين السفارات حتى حققت حلمها وسافرت وكان في هذا الوقت سفر الفتيات لوحدهن ليس بالأمر الهين، فقد حاربت كل من حولها من أجل تنفيذ حلمها للعيش بغدٍ أفضل.كانت أمي من أسرة فقيرة جدًا وعندما بدأت في الحصول على بعض الأموال ساعدت جميع أخواتها البنات في تجهيزات البنات وما إلى ذلك، واشترت لأمها بعض الأجهزة الكهربائية التي كانت جديدة في ذلك الوقت وساعدت أخيها هو الآخر ولم تتأخر يومًا عن مساعدة أيًا منهم.

استقرت أمي بمصر أخيرًا لتقرر عدم السفر مجددًا والزواج من أبي، وجئت إلى الحياة لأحفظ كل ما تعلمني إياه أنا وأخوتي، صوتها في أذني حينما كانت تردد أذكار الصباح في طريقي للحضانة وتجعلني أردد ورائها فيصبح الجو أدفى على حين غرة، وكذلك وهي تقرأ لي الكتب قبل النوم وتقص علي القصص الخيالية وتطبع قبلة هادئة على خدي تمنحني الطمأنينة التي احتاجها. لم تكن تقبل أبدًا خصامي مع أي صديقة كانت وتصر دائمًا أن تصالحنا ثم تجعلنا نتوضأ سويًا ونصلي لتهدأ نفوسنا.

جدتي رحمها الله التي تكون لأمي حماتها كانت لا ترتاح بأي بيت سوى بيتنا، تحب أمي كابنتها وأمي تحبها كوالدتها بالضبط، تزورنا جدتي من حين إلى حين وتغدق علينا من قصصها المشوقة دائمًا حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه مرضًا شديدًا وخدمتها أمي لفترة طويلة حتى عندما قرر أبنائها التناوب على خدمتها كانت واحدة منهم لأخر وقت قبل أن تمرض هي الأخرى.

لم يكن يومًا سهلًا أبدًا سيصبح بذاكرتي إلى الأبد، صوت صريخها يكاد يحرك القلب من مكانه، وقعت فأصيبت بكدمة بالنخاع الشوكي بعدما كانت سليمة معافاة، أمي التي كانت تتحرك بسلاسة وتخدم الجميع أصبحت كالعروسة بالريموت كنترول، وكانت إجابات جميع الأطباء واحدة أن ما وصلنا إليه من تحسن هو أخر تحسن سوف تصل إليه، فما يصيب النخاع الشوكي صعب اصلاحه.يمر الوقت ونكتشف أن قلبها هو الآخر لم يتحمل ما حدث وضعفت نبضاته واضطربت لتدخل العناية المركزة مجددًا وتخضع لزرع جهاز تنظيم ضربات القلب، ما جعلني أبكي بلا توقف وحدي هو تذكري كيف كانت تحاول خدمتنا حتى وهي بهذه الحالة وتكتم آلامها حتى لا تقلقنا لولا أننا لاحظنا وأصرينا على أخذها للطبيب.

تحية لأمي الطيبة التي على الرغم من أوجاعها وآلامها الجسدية والنفسية التي لا تتوقف تحاول التخفيف عني بدعوة حلوة في الصباح، وتحاول بذل أقصى ما عندها من خدمتنا في اصرار لم أر له مثيل في حياتي.تحية لكل أم كانت تستحق حقًا لقب الأمومة.

 

 

اسراء سيف ..

 


للاستماع للبث المباشر لراديو حريتنا اضغط هنا
للاشتراك في صفحتنا على الفيس بوك ومتابعة أخبارنا اضغط هنا
المصدر : #الست_ب100

اقرأ أيضا

تعليقات الموقع (0)

أضف تعليقك
الأسم
البريد الالكترونى
الهاتف المحمول
عنوان التعليق
التعليق
إرسال التعليق

تعليقات فيسبوك

الاكثر قراءة

حريتنا 2013 © جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ( إحدى مواقع شركة LCA )