على رغم إننا بنعاني من إرتفاع أسعار واضح ومبالغ فيه في كل سلعة في حياتنا، إلا إننا عندنا حاجة عمالة ترخص وإحنا للأسف مش واخدين بالنا وولا عُمرنا هناخد بالنا..
السكر والمكرونة والزيت والبامية والكيندر صحيح غليوا جداً، بس اللي بيستخدمهم للأسف هو اللي رخِص، وكالعادة غليت السلعة ورخِص الإنسان ..
رُخص الإنسان بشكل عام شئ مؤسف للغاية، ورُخص البنت بشكل خاص شئ مُحزن، والمُحزن أكتر إن أنا وإنت وحضرتك وناس كتير سبب في الرُخص ده .. تصدق ؟.
ماهو لما نبقي عايشين في مُجتمع كل همه بس هو إن قطر الجواز يفوت وتولع البنت .. يبقي أنا وإنت السبب .!!
لما واحدة طبيعية تنزل من بيتها، وتعاني من التحرش والسرقة والبلطجة والألفاظ اللي هي .. يبقي أنا وإنت السبب .!!
ده حتي البيت نفسه بيتعامل مع جواز البنت زي لبس العيد زمان كدة، بالغصب يعني، وبرضه لازم الأهل يصمموا علي الطقم مع إن شكلنا وحش فيه، لأ وأيه في الآخر كمان يطلع واسع علينا.
في ظل كل الأحداث الجميلة دي، البنت بقي ياعيني لو فكرت تهرب من الواقع المؤذي ده، وجريت علي الواقع الإفتراضي والسوشيال ميديا يعني وبتاع، تلاقي أيه بقي، بوست من نوعية إتجوزي اللي يخليكي مش عارف أيه، إتجوزي اللي يعيشك عيشة شكلها عاملة إزاي .. ويبقي السؤال هنا: إنت مالك ؟ .. لأ بجد إنت مالك .؟!
مالك إنت وهي وهو تتجوز أيه ولا مين ولا شكله أيه ولا عامل إزاي ؟؟ .. مال حضرتِك إنتي يا طنط إذا كانت إحلوت ولا خست ولا حتي بقت تمشي علي الحيط؟ وهل علشان إبن حضرتك "باير" يطلع عين بناتنا إحنا يعني .. هو ده المنطق يا طنط ؟
الغريب في الموضوع بقي إننا عاملين في المشكلة دي زي أي مشكلة، شايفين غلطنا قدام عنينا وبنكابر، شايفين جوازات بتفشل، وبيوت بتدمر، وعيال بتتربي يتامي وأهاليها عايشة، وبنات ماتت وهي في عز شباباها، وبرضه لسة مكملين .. بنكابر ولا كأننا هنتكرم قدام علي ده.
مُصرين وقاصدين وعايزين نخلّي البنت سلعة وعارضينها في ڤاترينة ضلمة بايخة للبيع، وبسعر رخيص رغم غلاء كل حاجة، ونسينا إنها كائن عنده حقوق كتير أولهم الحياه وآخرهم الإختيار.