كتبت قصيدة إلى معشوقتي .. صارت هباء أمام سُخف العادات والتقاليد، صارت ثرابًا أمام الغيبوبة المقدسة .. فبات الحب بعدها بين القوم مجرد كلمة يضحك عليها البلهاء .. يمنعونه باسم الشرع والشريعة .. يبيعون دين الله في أرض النزوات .. ولا عزاء لمن أحب ولا عزاء لمن عشق ..
كتبت ذات ليلة إليها وهي لا تعلم، لم أكن أرغب في أن أصدمها، إنها التي تبعث في النفس بقايا الأمل المسلوب إرادته، رُغم كل الظروف العصيبة، وتلك الطريق الطويلة التي حفتها المخاطر قبل الخواطر، فغدوت في حيرتي تتقاذفني شياطينُ الهوى الدخيلة.
سأكتب اليوم لكِ كلماتي، لم أمل بعد يا صاحبة عصمة القلب الذي عشق، يا صاحبة عصمة اللقب الذي لم يكن ليليق إلا بكِ، يا فريدة في كل حالاتك .. يا أميرة على أرض قلبي المستعمر، الذي غمره نشوة أنسته آلام الاحتلال.
قصيدتي التي نسجتها، محرومة من لمسات شفتاكِ الساحرة، آن أن تلثميها لتكتسب شرعيةً في أرض العشاق..
كلها يا عزيزتي لم تعد سوى تراهاتٍ عند القوم .. صدقيني.
حين صرت شابًا لم يعد يراني القوم على قدر المسئولية، وكأن مسئوليتنا كرجال تحتاج إلى صك من الباب العالي، من عند كهنوتهم الغائب المغيب .. الجاهل المُجهّل بكل أنواع الأخبار المزيفة.
على ألواحي المصنوعة من رموز وشبكات إلكترونية أسرد الشكوى، وإن كانت لغير الله قمة الإذلال والعار، ولكن كيف أقدم شكواي إلى ربي وأنا خائنٌ في أرض العشاق أتلصص مختلسًا النظر إلى عيناكي؟ فالعاشقون لا يتلصصون إنما ينزلون إلى ساحة القتال.. وحبي لكِ حبًا دبلوماسيًا يجمع ولا يفرق .. يشد العضد لا يفرط في الأرض ولا يرميها في أحضان كل غريب.
خطيئتي أني عشقت ما ليس لي.. خطيئتي أنني ملت إلى ما ليس لي أن أميل إليه .. خطيئتي أني وُلدت في عالم لم أتقبله بعد وهو كذلك لا يتقبل .. لا يتقبل صعودي ولا صمودي ولا تقدمي ولا مواجهتي ولا معاداتي لأحكامه التي صنعتها منظومة من الجشع وتكميم فم العصفور عن التغريد بدعوى أنها الفتنة، فصاغوها في كتابات لووا فيها النطق ليحسبوا أنها من وحي الرسول.
ولأن الحكم صدر من سلطة تألهت عند باب مقام أصحاب البهاليل.. قررت أن أعدم اليوم قصيدةً جديدة كان عنوانها تعبير مشتق من اسمك .. فالحلم هنا في عالمي ممنوع والحب جريمة لم ارتكبها بعد لأني كسرت القلب الذي أحب..
أعدمت القصيدة قبل أن تقرأيها أعدمت آخر تعبيرات الحرية .. أعدمت آخر مصطلحات الوطن .. أنتِ .. فهل رضيتم يا قوم؟