اهم الأخبار:

مقالات

حامد بدر يكتب| لحظة..

حريتنا -  حامد بدر يكتب| لحظة..
 منعني حيائي أن أسلم عليها..أن تلامس أطراف أصابعي أنملة واحدة من أناملها، حتى النظر حتى الكلمات.. فجأة توقفت عادت إلى مهدها، وكأن عذرية النطق ما زالت في خدرها تختبئ كما تكسف الشمس.

وكأن الارتباك تملك كلانا، فابتعدت بناظري عن عينيها البريئتين، اقتصرت فقط على النظر إلى البعيد .. النظر إلى أي شيء سواها، إلى أي شخص إلاها، إلى أي بعيد يأتي، إلى أي قريب ينصرف، قلبي كان يحدثني بمعنى من معاني الألم،.. شردت بذهني:

هل عقلها المتفتح رغم الحداثة، سيتفهم ما بداخلي؟

هل بهذه القصة الهامشية على أعظم روايات العاشقين، يمكن أن أصير حتى نصف عاشق؟

هل سيدفعنا القدر لأن نلتقيا؟ هل سنجمع يومًا زهور الياسمين والقرنفل؟ ويحي إنني حتى الآن لم أشتري لنفسي باقة من الورود .. فهل أستطيع أن أهديها زهرة واحدة من عند ذلك البائع القابع في شارعنا الجانبي؟

أصرح كل يوم لنفسي أنني خائن، ولكن الخيانة لم تكن بإرادتي، فمجتمعنا المريض يرفض حتى أن تكن لي خطيئة، كما يرفض أن تكن لي قصيدة، وكأن القصائد في زماننا خطايا، وكأن المشاعر في بلادنا جريمة تنتظر كلمة القاضي بعقوبة قاسية.

أفكار عبثية تملكتني لحظة شرودي تذكرت البسمات .. تذكرت الحدود والموانع .. تذكرت نظرات شغف ولوعة تنم عن البراءة ..

انتبهت فجأة على صوت أحدهم يسأل عن أمر ما، ودعت كل الحاضرين إلا هي، سافرَت، آثرت الرحيل أولاً.. لأنني بطبعي لا أحب النهايات، أحب دائمًا الاستغراق أحب الاستمرار وأعشق البقاء ..

عدت إلى حياتي مرة أخرى، تاركًا لحظات البراءة، عدت إلى عملي وانشغالي، عدت إلى معمعة سخيفة دنيئة يعظمها الحاقدون، عدت ولكن لم أتوقف منذ حينها على رؤية صورة واحدة معها لم يظفر بها غيري..

مرت الأحداث واللحظات، لحظة تلو اللحظة وليس بيدي إلا الهيم على طريق عشق رسمه قلبي فطار العقل سائحًا في ملكوت حب طاهر، حب ليس بمعمر، حب مقداره اللحظة .. حقًا .. وهل الحب إلا لحظة ؟ .. وهل تتوجع قلوب العاشقين إلا للحظ ؟، وكيف لنا أن نحب أكثر من لحظة تختلف مقاييسها الزمنية، التي قد تطول لأعوام وقد تبقى بعدنا لتخلد في قصة أو رواية أو أحدوثة للأحفاد.


للاستماع للبث المباشر لراديو حريتنا اضغط هنا
للاشتراك في صفحتنا على الفيس بوك ومتابعة أخبارنا اضغط هنا
المصدر : حريتنا

اقرأ أيضا

تعليقات الموقع (0)

أضف تعليقك
الأسم
البريد الالكترونى
الهاتف المحمول
عنوان التعليق
التعليق
إرسال التعليق

تعليقات فيسبوك

حريتنا 2013 © جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ( إحدى مواقع شركة LCA )