اهم الأخبار:

مقالات

هند نجاتي تكتب: المد في الطغيان

حريتنا - هند نجاتي تكتب: المد في الطغيان

هل كشفت في قاموس عقلك عن معنى هذه الكلمة ؟، هل و أنت سائر في طريقك إلى العمل أو عائدًا إلى المنزل صادفك هذا المعنى فعليا ؟، هل شاهدت مشهد الطغيان يقوم مخرجه ومؤلفه وبطله بتمثيله أمام  كاميرا عينيك ؟.

الآن سأطرح هذه الأسئلة على عقلي خشية أن أجد لها إجابة بين طيات أفكاره المحلقة في سماء الخيال.

إن كلمة الطغيان لها وقع مزلزل على أسماع أذاننا، بل وقد تفقدنا هذه النعمة التي رزقنا الله بها، كل هذا بسبب الأثر الملهب الذى تتركه هذه الكلمة على أعتاب حياتنا اليومية، حيث تلقي الكثير والكثير من الجمرات الملتهبة شديدة السخونة، التي إذا وقعت على ورقة النبات الأخضر، الذي يترعرع ويزدهر في بدايات طور تبرعمه، ستعكر عليه  تلقائيًا صفو هذه المرحلة بل وستأخذه إلى ظلمة القبور وهلاكها الأبدي، ستحوله من اللون الأخضر الجميل إلى اللون الأسمر، الذي تضيع فيه نظراتك التي لا تجد شيئا سوى الخراب والدمار .

الطغيان .. الطغيان كلمة تتردد على ألسنتنا من حين لأخر، بل وأن هناك كثير من عقولنا التي لا تدرك المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، فهناك عقول تستنكر هذه الكلمة  لمجرد الاستنكار وعدم الإحساس بالراحة عند نطق هذه الكلمة، وهناك عقول تعرف وتفهم جيدًا المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ولكنها تستخدم يداها  لقلب الصفحة إلى تتابع في سطورها هذا المعنى . لكي تقدم لنفسها عذرًا على طبق من فضة وتعيش حياتها  بصورة طبيعية وكأن شيئا لم يكن .

تلك العقول هي الجوهر الأساسي لبناء جبال وراسخ، جبال ذرات رمالها  تحوي عناصر الشر والظلم وأكل الحقوق بالباطل ... الخ.

لن تستطع الأمطار الغزيرة أن تنسف قممها، كل هذا بسبب الدعم الموجه لتلك العقول عن طريق السعي وراء المصالح ، وشغف جمع الأموال الطائلة  بطرق غير مشروعة، استخدام الصلات والمعارف لتسير سفن العمل، دفع الأموال الطائلة لجعل الجاني مجني عليه  أمام أبواب  عقول القضاة، لكي يتعاطف معه وينظر إليه نظرة شفقة  وعطف ويعطيه حكم ليس من حقه أن يناله  حتى في حياته الثانية .

أبسط صور الطغيان هو الظلم، وأقرب  أنواع الظلم الذي يتطاير في فضاء عقلي هو ظلم النفس .

ظلم النفس ؟! هذا هو الحوار  الذي دار عقلي وبين نفسي الأمارة بالسوء في حين أن ضميري كان مذيع ومقدم هذا الحوار .

العقل : ظلم النفس .. ما هو ظلم النفس ؟.

النفس الأمارة بالسوء : أظلم نفسي ؟! كيف ومتى؟ أننى حقًا لا أستطيع أن اظلم أحب وأقرب الأشياء إلى قلبي ؟! ماذا تقول  أتدرك ما تقوله؟!.  

 العقل : نعم .. قد حان الوقت ليرتفع أذان الحق وهدم الظلم في  مأذنة مسجد نفسي .

 النفس الأمارة بالسوء : أنت تدعو نفسك عقل وأنت بلا عقل!!.

الضمير : ماذا افعل في هذا الحوار الساخن لقد تعبت حقا؟! .

 العقل : أنا ... أنا من سيكون قاضي وعقلي و نفسي و ضميري  وحياتي . سأكون قاض عادل، حاكم آمر لدنياي، سأتبع ما يمليه عليا قلبي,  وسأستخير ربى  وسأدعوه بعيون ذارفة للدموع، و قلب  خاشع الشعور ، ويداي مرفوعة إلى السماء راجية استجاب دعائي .

اصمتي أيتها النفس اللعينة . لقد صدر الحكم النهائي، الذي لا رجعة فيه بعد اليوم .

ومن هنا قد صاح جمهور جسدي قائلا : نعم .. نعم سنفعل ذلك

.. سنفعل ذلك. وتعالت أصوات التصفيق وازدادت الهتافات

وفي تلك اللحظة انسحبت النفس الأمارة بالسوء من هذا الصراع الشائك، وذهبت وألقت بنفسها في نهر التوبة .

 


للاستماع للبث المباشر لراديو حريتنا اضغط هنا
للاشتراك في صفحتنا على الفيس بوك ومتابعة أخبارنا اضغط هنا
المصدر : حريتنا

اقرأ أيضا

تعليقات الموقع (0)

أضف تعليقك
الأسم
البريد الالكترونى
الهاتف المحمول
عنوان التعليق
التعليق
إرسال التعليق

تعليقات فيسبوك

حريتنا 2013 © جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ( إحدى مواقع شركة LCA )