اهم الأخبار:

مقالات

دينا ضياء تكتب : ... الوقعة !

حريتنا - دينا ضياء تكتب : ... الوقعة !

الخبطة، المحنة، الأزمة، أيًا كان مسماها عندك إيه؟!ـ المهم إن دي بتكون النقطة الفاصلة في حياتك اللي بتكتشف بعدها إنك مش هتعرف ترجع زي الأول تاني ..

 

 روحك مش هترجع زي الأول تاني ماهي الروح دي عاملة زي " إلإزاز " هشة وشفافة وفي نفس الوقت صلبة إلى حد معين، ونسبة معينة بتختلف من شخص لتاني وزي ما إلإزاز أنواع أرواحنا كمان أنواع ..

وخامتها أنواع بتختلف سمكها وصلابتها وقوتها علي حسب اختلاف البيئة اللي بنتربي فيها والتجارب اللي بنتعرضلها علي مدار حياتنا واللي بتشكل قوتنا ومعدننا وقوة تحملنا لمشوار " غالبًا " بيكون مليان صعوبات بحكم طبيعة مجتماعاتنا الشرقية .. مجتمعات غريبة متسلطة علي نفسها .. يهمهم يمثلوا السعادة ويتقال عليهم سعدا وناجحين وكويسين أكتر ما يهمهم إن دي تكون حقيقتهم بجد ..

 

 وعشان كدة وقعاتنا كتير وكلها بتكسر مش عشان صعبة بس عشان مبنعرفش نتصالح مع نفسنا ومع وقعتنا !، ولا بنعرف نعيط ببراح ونعبر عن أحلامنا اللي أي رد عليها من الجيل العظيم السابق غالبًا بيكون " هو إنت هتغير الكون يعني " !!، والوقعة دي تقريبًا بتكون أول اختبار قوي وسخيف يعدي عليك في حياتك، وغالبًا بيندرج تحت بند الفقد بأي شكل من أشكاله..

فقدان حد عزيز وغالي عليك فجأة بوفاته فقدان حلم كنت بتعتبره حلم حياتك لتعنت الأهل وحبهم للسيطرة فقدان حد بتحبه لأي سبب من الأسباب ضياع فرصة كنت بتعتبرها فرصة عمرك وفرحتك بيها كانت متتوصفش فقدان الثقة في حد قريب منك بصورة صدمتك لدرجة إنك سكتت حتىمعرفتش تحكي إنك اتصدمت وهكذا ..

كله يا سيدي بسبب الفقد فقد مادي أو فقد معنوي وفي الحالتين الفقد ده بيفقدك حتة من روحك حتة مهمة جدًا .. وغالبًا الحتة دي بتكون هي سر روحك الحتة دي بتكون" برائتك وإقبالك ع الحياة والتفاؤل اللي مالي قلبك من وإنت صغير " الوقعة دي بتخليك لأول مرة تفكر وتحس إن الحياة مش وردي زي ما خيالك عشمك طول السنين اللي فاتت دي الوقعة بتخليك متلغبط مش عارف تعمل إيه !، تفضل ع الأرض ماسك روحك وبتحاول تلملم فيها وإنت مقهور إنك وقعت كدة !.

 

 مينفعش أهلك علموك وفهموك إنك قوي وإنك قد المسؤولية ! طب تقوم ؟ برضه روحك واوجعاك ومش عارف تسند عليها وتحمل وطبعًا في الآخر بتعمل اللي أغلب الناس بتعمله بتنفض التراب عنك وتقوم وتبتسم وتضحك في وش كل اللي بيسالك !، ها إنت بقيت تمام وبابتسامة قوية لا تثبت أي شئ سوى إنك بارع في التمثيل وفي إظهار عكس اللي جواك بترد تقول " آه " الحمدلله أنا تمام .. والآه هي الآه ..

 

بس مش زي ماهي طالعة .. الآه آه وجع إنت نفسك تتوجعه ومش قادر وطبعًا هتلم خيبتك ووجعك وأولى صدماتك وخيباتك في الحياة وتمشي، تعمل متفائل وقوي وقادر علي إنك تتحمل وتواجه الدنيا وتقول خلاص الصعب عدى واللي جاي أحلى !، وييجي اللي جاي .. يفاجئك ويصدمك ويجننك لما تلاقي إنك بتقع تاني !، ونفس الحتة من روحك بتتخبط تاني وتتوجع تاني وهكذا نفس الحيرة ونفس الاختيار ونفس التكرار التكرار !!..

 

لعنة من لعنات الحياة تقع وتقوم تقع وتقوم وتفضل تقع وتفضل تقوم وإنت عامل إنك تمام وإنت مش تمام وعمرك ما هتعرف ترجع تمام حتى لو أخدت اللي إنت عايزة عارف حتى لو الدنيا عوضتك بأحلى من اللي إنت عايزه بتفضل الحتة إياها واجعاك وبيكون قصادك حل من اتنين يا تتصالح مع نفسك، وتتقبل حقيقة أن الحياة غير عادلة بالمرة..

 

وإن عليك تحاول تتماشى مع مزاجها وتقلباتها وتتصالحوا، وتحب اللي بتديهولك وتتبسط بيه، في حال حرمتك من اللي نفسك فيه، يا تعمل ضحية وعميق وتعيش في دور المجروح المتعلم عليه، واللي مش عارف يلاقيها منين ولا منين، الاتنين اختيارك والاتنين حياتك، والاتنين بيعبروا عنك، بس شتان بين الاتنين، وشتان ما بينهم وبين إنك تفضل زي لوح الإزاز الجديد من غير خدش معلم عليه ولا شوائب..

 

 أخدت من شفافيته كل ما هتحاول هتلاقي حتة من روحك " اتغيرت " وعمرها ما عرفت ترجع زي قبل الوقعة أبدًا والمشكلة عمرها ما بتكون في الوقعة المشكلة بتكون في صدمتك في نفسك وحيرتك من قدرك !.

 

 الوقعة غدارة خلي بالك منها وحاول متخليهاش تسرق روحك..

 

 


للاستماع للبث المباشر لراديو حريتنا اضغط هنا
للاشتراك في صفحتنا على الفيس بوك ومتابعة أخبارنا اضغط هنا
المصدر : حريتنا

اقرأ أيضا

تعليقات الموقع (0)

أضف تعليقك
الأسم
البريد الالكترونى
الهاتف المحمول
عنوان التعليق
التعليق
إرسال التعليق

تعليقات فيسبوك

حريتنا 2013 © جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ( إحدى مواقع شركة LCA )