اهم الأخبار:

مقالات

هند نجاتي تكتب : ارهاصات فتوى

حريتنا - هند نجاتي تكتب : ارهاصات فتوى

الكاتبة والمترجمة هند نجاتي

هل عقلك يدرك و يفهم أم يعلم فقط؟! هل عقلك يهتم بمعرفة النتائج النهائية فقط أم يهتم بمعرفة حيثيات الموضوع وملابساته ؟ كل هذه الاسئلة تدور في فلك خيالي، ولكنني بحثت جيدًا في عالمي الذي أعيشه، وياااااه أسفاه !!! لم أجد له إجابة نهائية حتمية صحيحة ترضي ضميري ومبادئ عقلي.

نلاحظ أن الحياة التي نعيشها اليوم تشبه الباخرة العملاقة، التي تتضمن وتشمل الكثير والكثير منا.

تلك الباخرة من المؤكد أن يكون لها طرفين بداية ونهاية . فهناك الكثير منا لديه عقول وهمية، عقول كمالية، عقول هم  أنفسهم ينظرون اليها على أنها شئ مؤقت الاستخدام ؛أي أنهم يستخدمونه في أوقات معينة، وفي أوقات أخرى يقومون بوضعه في خانة الصامت دائمًا حتى يقتضي الإنسان حاجاته واحتياجاته، دون الرجوع إليه واستشارته في تلك الأمور .

هناك أمور وأحداث بالفعل تحدث في حياتنا، فمنا من يمر عليها مرور الكرام ويلغي عقله ولا يفكر بها ولا يستنتج ولا يأخذ العبرة والعظة منها، ومنا أيضًا من يقف ويعطي لنفسه الفرصة الكاملة والوقت الكافي لمعرفة هذا الحدث أو الأمر، كيف حدث هذا الأمر ؟! ولماذا حدث؟ّ!  ومتى حدث ؟! كل هذا يعطى للعقل حقه وفرصته في التدبر والتفكير.

فكل هذا الصراع بين هذا وذاك يدور على ساحة تلك الباخرة .

من البديهي أن بكل مجتمع قصور، ولكن ليس من الطبيعي أو البديهي أن تستمر تلك القصور دون القضاء عليها أو العمل على ابادتها تمامًا .

فتلك القصور تتمحور وتترسخ في كثرة الفتاوى التي تظهر وتدور في دائرة المجتمع . فعندما نسمع خبر ما لا نتأكد من حقيقته في البداية، ولكن نسير وراءه وكأن على عيوننا غشاوة ظلمة العتمة، بل وأحيانا نصدقه ونؤمن به دون معرفة إذا كان هذا يخالف ضميره أم يوافقه، وكما لكل شئ بداية لابد أن يكون للفتاوى بدايات وإرهاصات  تقدم خلفية وترسم لوحة معينة عند باب كل عقل فتضع على كل عقل قطعة من القماش الأبيض الشفاف لكي تجعل الرؤية مبهمة لدى العقل، ومن هنا تبدأ عملية الإيمان بالفتاوى دون أي مقدمات.

الفتوى مثل الفيرس الذي ينتشر في الأجواء دون استطاعة أي شئ أن توقفه، فتلك الفتاوى تدخل العقل دون استأذان، بل وتتربع على عرش العقل بالقوة،  حيث ترفع رأسها دون أي حواجز تمنعها .

فهناك عقول تفتح لها أبوابها مستقبلة لها أحسن استقبال، وعلى الصعيد الأخر هناك عقول تغلق الأبواب في وجهها دون أن تلفظ لفظ واحد.

تلك الارهاصات لابد من استئصالها حتى لاتتعمق في عروقنا وتحتل أراضي  أفكارنا وسلوكياتنا، وحتى لا تؤثر أيضًا على تصرفاتنا وتعاملاتنا.

ارهاصات الفتاوى مثل الدخان المنبعث من السيجار، فحاول دائما البقاء بعيدًا عنه.

 


للاستماع للبث المباشر لراديو حريتنا اضغط هنا
للاشتراك في صفحتنا على الفيس بوك ومتابعة أخبارنا اضغط هنا
المصدر : حريتنا

اقرأ أيضا

تعليقات الموقع (0)

أضف تعليقك
الأسم
البريد الالكترونى
الهاتف المحمول
عنوان التعليق
التعليق
إرسال التعليق

تعليقات فيسبوك

حريتنا 2013 © جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ( إحدى مواقع شركة LCA )