قال وزير التربية والتعليم رضا حجازي، إن الوزارة تدرب 50 ألف معلم وموجه على مستوى الجمهورية على النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة والممارسات التدريسية وكيفية إعداد مفردات اختبارية، محذرًا في الوقت نفسه من تكرار أزمة الأسئلة المعقدة.
جاء ذلك، خلال اجتماعه مساء الاثنين، مع مجلس إدارة المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، وشارك في الاجتماع، موضحًا أن الوزير أعلن أيضًا عن إتاحة النماذج الاسترشادية لامتحانات الثانوية العامة بدءًا من الأسبوع المقبل، على موقع الوزارة إلكترونيًا، ليطلع عليها الطلاب، إذ أنها ستكون صورة طبق الأصل من شكل وطريقة امتحانات نهاية العام الدراسي في 10 يونيو المقل.
وأوضح المصدر سبب ارتفاع عدد المعلمين قائلًا "الـ 50 ألف معلم وموجه الجاري، ستكون مهمتهم وضع امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي العام بالمدارس، بعدما قررت الوزارة أن تعقدها على مستوى المدارس، وليس بشكل مركزي، بحيث تكون مهمة هؤلاء المعلمين وضع وتصحيح الأسئلة، مع إمكانية الاستعانة بهم مستقبلًا، في وضع أسئلة للصف الثالث الثانوي، وإدخالها بنك الأسئلة".
وتمتلك الوزارة بنكًا متخصصًا لأسئلة الثانوية العامة، يحتوي على عدد كبير من الأسئلة في كل مادة، ومن خلاله يتم سحب أسئلة الثانوية العامة، تمهيدًا لطباعتها وتوزيعها على الطلاب، أي أن كل الأسئلة التي تصل للطلاب وقت الامتحانات، تكون مخزّنة في البنك، ويُسحب منها أثناء الطباعة حسب حاجة كل مادة.
وفي سياق متصل، أكد المصدر أن الوزير شدد على محاسبة أي مسؤول عن وضع سؤال واحد بالامتحانات غامض تكون له أكثر من إجابة أو بلا إجابة واضحة، على أن تكون الاختيارات الأربعة المتاحة لأسئلة الاختيار من متعدد غير متقاربة إلى حد التطابق".
وشهدت امتحانات العامين الماضيين حالة من السخط والاستياء بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، بسبب طريقة صياغة أسئلة امتحانات الثانوية العامة، واختلاف بعض المتخصصين على الإجابة الصحيحة لأسئلة بعينها، فيما كانت الوزارة تبرر ذلك بأن الأسئلة تقيس مستويات الفهم وليس الحفظ، ومن الطبيعي وجود أسئلة متوسطة الصعوبة، وأخرى تتناسب مع الطلاب المتميزين.
وقال المصدر، إنه "تجري حاليًا مراجعة جميع الأسئلة الموجودة في بنك الأسئلة المركزي، من خلال فرق عمل متخصصة في كل مادة، وتحت مسؤولية مستشار المادة بالوزارة، للتأكد من صحة صياغة الأسئلة وإجاباتها، مع تصويب أي صيغة خاطئة في أي سؤال، وتحديد إجابة واحدة لكل سؤال، ولذلك أبلغهم الوزير بأنه لن يسمح بوجود أخطاء، لا في الأسئلة أو الإجابات".
وأضاف المصدر "ستكون هناك مراجعة أخرى للأسئلة التي سيتم طباعتها رسميًا للامتحانات"، معقبًا "هنختار للامتحان، مثلا، 50 سؤال من بنك الأسئلة علشان نطبعهم، هنراجعهم تاني قبل الطباعة، علشان نشوف هل فيه أسئلة غلط، إجابات غلط، إجابات متشابهة، وهكذا، علشان محدش يطلع يقول إحنا مش عارفين أنهي إجابة اللي كانت صح، أو السؤال نفسه مش مفهوم.. واللجان اللي هتراجع مرة تانية، هتكون غير اللي راجعت أول مرة".
وتجرى امتحانات الثانوية العامة بطريقة أسئلة تتضمن 85% أسئلة اختيار من متعدد، و15% أسئلة مقالية لكل مادة، وسط تأكيدات من الوزارة بأن التصحيح سيكون إلكترونيًا بشكل كامل، بالنسبة لأسئلة الاختيار من متعدد، فيما سيتم تصحيح الأسئلة المقالية من خلال ماسح ضوئي يصحح خلاله المعلمون الأسئلة المقالية، بحيث يكون لكل سؤال اثنين من المعلمين، إذا اختلفا في درجة التقدير، يذهب السؤال لمعلم ثالث للفصل بينهما ومنح الطالب الدرجة.
وكانت الوزارة قررت تقليص مدة الدراسة في الفصل الثاني لشهرين بدلًا من 3 شهور، وذلك للتركيز في امتحانات الثانوية العامة، بحسب تصريحات مصدر في خبر سابق للمنصة.
وتعد الامتحانات تحديًا للوزارة في ظل ظاهرة الغش الجماعي وتسريب الأسئلة التي تتكرر كل عام منذ سنوات.