‏في موقف دبلوماسي لافت، أبدت مصر تحدياً صريحاً للفيتو الأميركي في مجلس الأمن، مؤكدة التزامها بمبادئ العدالة الدولية وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية.

‏وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام جلسة الجمعية العامة التي عقدت مساء الإثنين لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

‏السفير عبد الخالق شدّد على أن “إسكات صوت مجلس الأمن بالفيتو لا يعني إسكات صوت المجتمع الدولي”، مضيفًا أن مصر لن تقف صامتة أمام ما وصفه بـ”العدوان الهمجي على غزة”، واصفًا ما يجري بأنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وداعيًا المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته إزاء حماية المدنيين الفلسطينيين.

‏وتداولت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية مقتطفات من الكلمة، التي قوبلت بتقدير واسع على المستويين العربي والدولي، حيث اعتُبرت تعبيرًا صريحًا عن استياء متنامٍ داخل الأمم المتحدة من استمرار الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، رغم تصاعد المجازر والانتهاكات في القطاع.



الخطاب المصري أعاد إلى الواجهة الدور التاريخي الذي لعبته القاهرة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان المتواصل الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى ودماراً واسعاً في البنية التحتية.

‏ويأتي الموقف المصري بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” مرارًا لإجهاض مشاريع قرارات تهدف إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لغزة، وهو ما أثار موجة استياء في أروقة المنظمة الدولية.

‏وقد أعرب عدد من الدول الأعضاء في الجمعية العامة عن دعمهم لما جاء في كلمة القاهرة، في وقت تستمر فيه الضغوط الأممية والمطالبات بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الحرب المرتكبة في القطاع.

‏ويؤشر هذا الموقف المصري إلى تصاعد حدة الاستقطاب داخل أروقة الأمم المتحدة، ويعكس تزايد الفجوة بين السياسات الأميركية ومواقف غالبية دول الجنوب العالمي، التي تطالب بوقف فوري للعدوان وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

شاركنا تعليقك