كشف تسجيل مصوّر جديد للمتهم المصري محمد صبري سليمان، منفذ الهجوم بزجاجات المولوتوف على تجمع مؤيد لإسرائيل في مدينة بولدر بولاية كولورادو، عن نبرة دينية مشحونة تحمل مؤشرات واضحة على تطرف فكري أو انخراط في أيديولوجيا دينية متشددة.

في الفيديو، الذي تداوله ناشطون بعد أيام من الحادثة، يُلقي سليمان خطابًا باللغة الإنجليزية يمزج فيه بين الشعارات الدينية، وألفاظ التحدي، ورسائل مبطّنة ضد الغرب، دون أن يوجه دعوة مباشرة للعنف.

نص الفيديو

“إخواني وأخواتي، أريد أن أقول لكم شيئًا. أكثر عبارة نرددها يوميًا في العالم الإسلامي هي: الله أكبر.
الله أكبر من كل شيء، من الموازين، من الأسلحة، من عدد طائرات F-35. الله أكبر من كل ما هو خارجنا.
لماذا نخاف مما هو خارجنا؟ لا نخاف إلا من الله.
الله أكبر من كل شيء. لماذا نخاف؟ نحن نعبد ربنا الذي يقول للشيء كن فيكون.
كيف أخاف من الباطل؟
اللهم أنقذ الأرض من فنائها. كيف أخاف من رزق الله وهو الرزاق؟
رب السماوات والأرض له الحق في أن ننقذ من الباطل.
لماذا يعيش أحد بعد ذلك؟
سأتخلص من الفول (تعبير غير واضح).
الله يقول لنا كل يوم عشر مرات: الله أكبر. لا تنسوا.
الله أكبر. الله أكبر من كل شيء.
نحن من إسبانيا، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا.
الله هو من يجب أن نخشاه.”

تحليل: هل يشكّل هذا الخطاب دعوة للآخرين؟

رغم أن الخطاب يخلو من أي دعوة صريحة إلى العنف أو التجنيد، فإن استخدامه لمفردات تعبويّة دينية قوية، وتكرار عبارات مثل “الله أكبر من الأسلحة” و”لماذا نخاف؟”، يشير إلى محاولة تصوير فعل العنف كجزء من صراع أوسع ضد “قوى باطلة”، وهي سردية مألوفة في أدبيات الجماعات المتطرفة.

الخطاب يستخدم أيضًا لغة التحريض النفسي مثل رفع الشعور بالقوة الروحية مقابل التفوق العسكري للغرب – مما يفتح المجال لتأويله كتشجيع ضمني لأفعال مماثلة.

هل ذكر الدول الغربية إشارة إلى انتماء أو رسالة أوسع؟

الحديث عن دول محددة (إسبانيا، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ليس محض صدفة، بل يبدو جزءًا من رسالة رمزية. في أدبيات الجماعات المتشددة، يُستخدم ذكر هذه الدول لتمرير رسائل عابرة للحدود، أو للتأكيد على وحدة “المؤمنين” ضد من يُصوّرون كـ”أعداء”.

هذا الأسلوب الخطابي يوحي أيضًا بإمكانية انتماء فكري أو رمزي لتنظيم، أو على الأقل محاولة محاكاة خطاب منظماته.

التحقيقات مستمرة: عمل فردي أم امتداد لشبكة؟

تُجري السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة، بما فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي، تحقيقات موسعة حول خلفية سليمان، وما إذا كانت لديه ارتباطات تنظيمية داخلية أو خارجية، أو إن كان قد تأثر بخطاب متشدد عبر الإنترنت.

كما تم توقيف زوجته وأطفاله من قبل سلطات الهجرة، تمهيدًا لترحيلهم، بحسب ما أفادت به شبكة ABC الأمريكية.

ردود فعل متباينة: استنكار مجتمعي وتحذير من التبعات

عبّر قادة الجالية المسلمة في كولورادو عن إدانتهم للهجوم ورفضهم المطلق للخطاب التحريضي، مؤكدين أن تصرفات سليمان لا تمثلهم. في المقابل، دعت منظمات حقوقية إلى عدم توسيع دائرة الاتهام لتشمل الجالية بأكملها، والتعامل مع الحادثة في إطارها الجنائي والفردي.

شاركنا تعليقك