أكدت دراسة حديثة تطوير أسلوب جديد يعتمد على تحليل الدم لاكتشاف السرطان بدقة بالغة حتى في مراحله المبكرة حيث استخدم الباحثون تقنية متقدمة تقوم على تسلسل الجينوم الكامل ما أتاح لهم تجاوز كثير من الأخطاء التي رافقت الطرق التقليدية في الكشف عن المرض من خلال خزعة السائل
أوضح الفريق العلمي الذي عمل على الدراسة أن هذا النهج الجديد يمنح قدرة فائقة على تتبع الطفرات الدقيقة المرتبطة بالأورام من خلال عينات دم تحتوي على تركيزات ضئيلة جدا من الحمض النووي الخاص بالأورام تصل إلى جزء واحد في المليون مما يعزز من دقة التشخيص ويوفر وسيلة أكثر أمانا وأقل تدخلا للمراقبة الدورية لحالة المرضى
أشار الباحثون إلى أنهم عملوا لسنوات على تحسين وسائل اكتشاف السرطان اعتمادا على تسلسل الجينوم الكامل بدلا من التركيز على مناطق معينة فقط من الحمض النووي حيث ثبت أن هذا المنهج الشامل يمكنه رصد الطفرات النادرة دون الحاجة إلى عينات من الأورام نفسها
لفت الباحثون إلى أنهم استخدموا آلية تصحيح أخطاء متقدمة تستفيد من معلومات الحمض النووي ثنائي السلسلة حيث جرى تصميم هذه الآلية لتقليل معدلات الخطأ في قراءة تسلسل الجينوم مما أتاح الوصول إلى نتائج دقيقة جدا حتى عند التعامل مع عينات تحتوي على نسب ضئيلة من المادة الوراثية الخاصة بالورم
صرح الباحثون بأن النهج الجديد الذي يجمع بين التسلسل الشامل وتصحيح الأخطاء يوفر أداة قوية للكشف عن السرطان بشكل غير مسبوق حيث أظهرت النتائج قدرة هذا النظام على اكتشاف سرطان المثانة وسرطان الجلد من خلال عينات دم بسيطة وبدون الحاجة إلى إجراء تدخل جراحي
استعرض الفريق البحثي تفاصيل تجاربه التي تضمنت مقارنة تقنيات تقليدية بتلك الجديدة حيث بينت النتائج تفوق النموذج الجديد في تتبع الحمض النووي الطافر بدقة وصلت إلى مستويات قياسية فيما يتعلق بنسبة الخطأ وجودة البيانات
نوه الباحثون إلى أهمية هذه القفزة العلمية في دعم الجهود العالمية لمكافحة السرطان مؤكدين أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تحدث تحولا جذريا في طريقة رصد المرض وعلاجه مبكرا خاصة وأنها تتيح فحصا دقيقا دون الحاجة إلى اللجوء للجراحات أو الإجراءات المعقدة
أوضح الفريق أن الدراسة الأخيرة امتداد لأبحاث سابقة أُجريت العام الماضي حيث تم خلالها التوصل إلى نتائج واعدة في الكشف عن سرطان الجلد وسرطان الرئة دون الاستعانة بعينات من الورم مما أظهر أن الخزعة السائلة يمكن أن تكون بديلا فعالا للكشف عن أنواع متعددة من السرطان
أضاف الباحثون أنهم اعتمدوا في دراستهم الحالية على تطوير منصة تسلسل جديدة تعمل على تحليل الحمض النووي بالكامل بطريقة تتيح كشف أدق البصمات الجينية للطفرات حتى في العينات التي تحتوي على نسبة منخفضة جدا من الحمض النووي الورمي
استرسل الفريق في توضيح أهمية هذا الاكتشاف مشيرين إلى أن الطريقة الجديدة ستمكن الأطباء من متابعة حالة المرضى بعد العلاج من خلال مراقبة وجود أو اختفاء الحمض النووي للورم في الدم مما يسهم في الكشف المبكر عن احتمالات الانتكاس أو عودة المرض
أردف الباحثون أن هذه التقنية لا تحتاج إلى معرفة مسبقة بمكان الطفرات الوراثية أو طبيعتها ما يجعلها أكثر شمولية ومرونة في التعامل مع الحالات المختلفة ويوفر حلا مناسبا لمراقبة أنواع متعددة من السرطان باستخدام عينة دم واحدة فقط
زعم الباحثون أن هذا النهج الجديد يتميز بسرعة التحليل وإمكانية تطبيقه على نطاق واسع وهو ما يجعله خيارا مثاليا للفحص الروتيني مستقبلا حيث يمكن أن يصبح بديلا عمليا للفحوصات التقليدية المعقدة التي تتطلب وقتا وجهدا وتدخلا جراحيا
لفتت الدراسة إلى أن استخدام المعلومات المتكررة في الحمض النووي الطبيعي ساعد على تحسين دقة القراءة الوراثية وتقليل الأخطاء مما مهد الطريق لتطبيق هذا النظام في حالات سريرية واقعية
أشار الباحثون إلى أن هذه التقنية قادرة على تتبع مستويات منخفضة جدا من الورم في الدم بفضل الحساسية العالية التي توفرها آلية تصحيح الأخطاء والتي جعلت التقنية قابلة للتطبيق دون الحاجة إلى أي تعديل في عينة الدم أو التلاعب الوراثي بها
أكدت نتائج الدراسة أن الفحوصات التي أجريت باستخدام هذه التقنية أظهرت قدرة غير مسبوقة على رصد الخلايا السرطانية بدقة مما يسمح باتخاذ إجراءات علاجية مبكرة تزيد من فرص الشفاء وتقلل من مضاعفات المرض
أضاف الفريق أن اعتماد هذه التقنية مستقبلا قد يسهم في تقليل التكاليف المرتبطة بالتشخيص والعلاج حيث أن إجراء فحص دم بسيط سيكون كافيا لتحديد وجود السرطان من عدمه ما يقلل الحاجة إلى التصوير المقطعي أو الخزعات الجراحية المكلفة
استدرك الباحثون بالإشارة إلى أن بعض التحديات لا تزال قائمة خصوصا فيما يتعلق بتوسيع نطاق الدراسة على عينات متنوعة من المرضى من مختلف الأعمار والأعراق لضمان فعالية التقنية على المستوى العالمي
أعلن الباحثون أن دراستهم الحالية شملت تحليل بيانات من مرضى يعانون من مراحل مختلفة من السرطان ونجحوا في الكشف عن وجود الحمض النووي الخاص بالأورام حتى في الحالات التي كان فيها الحمل الورمي منخفضا جدا
أوضح الفريق أن جمع البيانات استغرق سنوات من العمل المتواصل وأن تصميم التجارب كان يهدف لتحديد مدى إمكانية اعتماد خزعة الدم كأداة تشخيص موثوقة
نبه الباحثون إلى أهمية المتابعة المستمرة للمرضى بعد العلاج حيث تلعب التقنية الجديدة دورا كبيرا في الكشف عن أي مؤشرات لعودة الورم مبكرا ما يسهم في التدخل العلاجي في الوقت المناسب
أجاب الفريق بأن هذا الاكتشاف العلمي يحمل آمالا كبيرة في تحسين جودة حياة المرضى وزيادة فرص النجاة حيث أن الكشف المبكر يعتبر من العوامل الأساسية في مكافحة المرض والحد من مضاعفاته
صرح الفريق بأن الاستخدام الأوسع لتقنية تسلسل الجينوم الكامل قد يفتح آفاقا جديدة لفهم أعمق للطفرات الوراثية المسببة للسرطان وبالتالي تطوير أدوية أكثر دقة وفعالية
لفت الباحثون إلى أن الدراسة تسلط الضوء على قدرة العلم على ابتكار أدوات جديدة تخدم الإنسانية وتمنح الأمل للملايين في معركة طويلة ضد مرض يعد من أخطر التحديات الصحية في العصر الحديث
أكمل الباحثون الحديث عن إمكانيات التقنية الجديدة مشيرين إلى أن هذا الإنجاز ليس سوى بداية لمرحلة جديدة في الطب التشخيصي حيث سيكون من الممكن مستقبلا كشف الأمراض المزمنة والمعقدة من خلال تحليلات دموية بسيطة ودقيقة
استرسل الفريق في الحديث عن الخطوات القادمة حيث يخططون لتوسيع نطاق الأبحاث لتشمل أنواع أخرى من السرطان واختبار التقنية على شرائح أكبر من المرضى بهدف التأكد من موثوقيتها عبر جميع المراحل المرضية
أعلن الباحثون أن العمل يجري حاليا على تحسين واجهات الاستخدام وتطوير أدوات تحليل أسرع تتيح للمختبرات الطبية اعتماد هذه التقنية ضمن الفحوصات الروتينية اليومية
أكد الفريق العلمي أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في الطب الحديث وتعزز من قدرة المؤسسات الصحية على تحسين سبل التشخيص والعلاج في آن واحد
أوضح الباحثون أنهم يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة الناتجة عن التسلسل الجيني بهدف تسريع عملية الفحص وتحسين دقة النتائج بما يخدم سلامة المرضى
نوه الفريق إلى أن الدراسة أثبتت أن العلم لا يتوقف وأن التقنيات المستجدة يمكن أن تفتح آفاقا غير مسبوقة في التعامل مع الأمراض المعقدة
أكمل الفريق البحثي التقرير بالتأكيد على ضرورة دعم مثل هذه الأبحاث من خلال تمويل مستمر وتعاون دولي مشترك لتعزيز الوصول إلى تقنيات التشخيص المبكر في كل مكان