المصدر: الشرق الأوسط
شنت الولايات المتحدة، فجر الجمعة، ضربات جوية مركّزة على مواقع وتحصينات تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وضواحيها، في أحدث تصعيد ضمن العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ 15 مارس الماضي ضد الجماعة المدعومة من إيران.
وتأتي الضربات بعد ساعات من وصول حاملة الطائرات الأميركية “كارل فينسون” إلى شمال البحر الأحمر، لتنضم إلى حاملة الطائرات “هاري ترومان”، في خطوة تؤشر إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في مواجهة التهديدات الحوثية المتواصلة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل.
استهداف مواقع استراتيجية للحوثيين
وبحسب مصادر إعلامية تابعة للجماعة، استهدفت ثلاث غارات أميركية منطقة فج عطان جنوب غربي صنعاء، كما شملت الضربات جبل نقم شرق العاصمة، وهي مناطق يعتقد أن الحوثيين يستخدمونها لتخزين الأسلحة والتحصين العسكري داخل الكهوف الجبلية.
كما طالت خمس غارات مديرية بني حشيش شرق صنعاء، وأربع غارات في مديرية همدان شمال العاصمة، حيث يُرجح وجود قواعد إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، بحسب تقارير عسكرية سابقة.
وفيما التزمت الجماعة الحوثية الصمت بشأن الخسائر التي خلفتها الضربات، أشارت مصادر يمنية إلى أن الضربات استهدفت قدرات عسكرية حيوية تحت الأرض، ضمن نحو 400 ضربة نفذتها القوات الأميركية منذ بدء العملية منتصف مارس، مركّزة على صعدة، وعمران، والحديدة، ومأرب، والجوف.
حاملة طائرات جديدة وانخراط طويل المدى
أعلنت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن حاملة الطائرات كارل فينسون، برفقة جناحها الجوي الذي يضم مقاتلات F-35C، بدأت العمل جنبًا إلى جنب مع “هاري ترومان”، ما يعكس اتجاهًا أميركيًا نحو عمليات ممتدة قد تستمر لستة أشهر، بحسب تقديرات البنتاغون.
وتشير هذه التطورات إلى أن واشنطن عازمة على تحجيم قدرات الحوثيين الهجومية، خاصة بعد تراجع وتيرة هجماتهم على السفن الإسرائيلية والملاحة الدولية منذ أكثر من 12 يومًا.
تحرك حوثي دعائي وسط التراجع العسكري
في محاولة واضحة لرفع المعنويات، دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى مظاهرات شعبية في صنعاء ومدن أخرى، بعد أن تراجعت قدرات جماعته الهجومية بفعل الضربات الأميركية المتصاعدة.
وفي المقابل، تواصل الجماعة إطلاق مزاعم عن إسقاط طائرات مسيرة أميركية، وزعمت مؤخرًا أنها أسقطت ثلاث طائرات من طراز MQ-9، ليرتفع العدد المزعوم إلى 18، دون تقديم أدلة.
سياق إقليمي وتبادل للضربات
منذ تصاعد التوتر الإقليمي بعد هجمات 7 أكتوبر، أطلقت الجماعة الحوثية نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، أدت في معظمها إلى أضرار محدودة، باستثناء مقتل شخص في تل أبيب في يونيو الماضي.
كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن 211 هجومًا على سفن تجارية، منها قرصنة السفينة “غالاكسي ليدر”، بينما ردت إسرائيل بخمس موجات من الضربات طالت مواقع عسكرية ومرافق حيوية في الحديدة وصنعاء.
ويُشار إلى أن حملة ترمب الجوية تُضاف إلى أكثر من ألف غارة جوية شنتها إدارة بايدن سابقًا على الحوثيين، خاصة بين يناير 2024 ويناير 2025، ما يعكس استمرار السياسة الأميركية في استهداف الجماعة، رغم التبدل في الإدارات.
الحكومة اليمنية: الحوثيون ينفذون أجندة إيرانية
وفيما تروج الجماعة الحوثية أن هجماتها تأتي نصرةً للفلسطينيين في غزة، ترى الحكومة اليمنية أن الحوثيين ينفذون أجندة إيرانية بهدف تعطيل مسار السلام برعاية أممية، والهرب من الاستحقاقات السياسية والإنسانية.