كيبورد / أحمد سميح

ليس لدي مصدر لا في القاهرة ولا في الرياض،
ولكن تعرف “النوق برقابها”.

وبالتالي لا أعتقد أن المملكة ستطلب منصب الأمين العام لنفسها، ولكن في الأغلب ستطالب بتدوير المنصب بين الدول الأعضاء، وربما ستدعم مرشحاً من دولة عربية أخرى غير مصر، وتكون خيراً قد فعلت.

فقد قزّمت “مصر” الرسمية المنصب بشكل أصبح فيه الأمين العام يعمل كمدير إدارة الشؤون العربية في الخارجية المصرية.
كما أني لا أعتقد أن المملكة ستطلب نقل المقر من القاهرة؛ فعلى عكس الفهم المصري الرسمي للأمور، فالجغرافيا ليست هي عامل قوة أو ضعف الجامعة العربية، بل في قدرة المنظمة الإقليمية على التحرر من التأثيرات والتجاذبات بين الدول الأعضاء وبين الأمانة العامة للمنظمة، وكذلك قدرة الأمانة العامة على التنوع والمرونة لتيسير وتسيير العمل العربي المشترك في كل المجالات.

المملكة السعودية، التي تساهم بحوالي 14%؜ إلى 20% من ميزانية المنظمة السنوية، لا تحتاج لمزيد من الازدحام في الرياض، كما لا تحتاج لمزاحمة مصر في شيء.
فالمستقبل وحده هو من سيقرر من لديه الدور الأهم في المنطقة، سواء في عصر ترامب أو عصور غيره،
ونظرة واحدة للوقائع الآن تضع مزيداً من الضوء على هذا الجانب.

فمثلاً، في أزمة غزة الأخيرة، خرج بدر عبد العاطي، وزير خارجية مصر، بما أسماه “الخطة المصرية” لإعادة إعمار غزة،
والتي جاءت في أكثر من 100 صفحة، تتجاهل تماماً الواقع الجديد والمتجدد على الأرض في غزة.
حاولت مصر جمع موافقة عربية عليها في القمة العربية التي لم يحضرها الأمير محمد بن سلمان،
ثم سافر وزير الخارجية المصري للرياض لتمرير هذه الخطة.

وقّعت المملكة السعودية للمجهود المصري المحتمل،
ولكن ماتت الخطة بين أصابع ويتكوف،
فلم تصرخ السعودية في وجه أبو الغيط كما يفعل الدبلوماسيون المصريون أحياناً كثيرة،
وهو تكنيك يُسمى في الخارجية المصرية بـ”مدرسة عمرو موسى”.
كما لم يتحرك الجيش الإعلامي السعودي لإظهار ضعف مصر / والجامعة العربية،
بل فعلوا ما هو أخطر من هذا بكثير:
لقد تجاهلوا الخطة وكأنها لم تكن، فسقطت مغشياً عليها،
ومعها غرور رسمي مصري غير مبني على شيء سوى أغنية المغني الإماراتي “الجسمي”
وألحان أسوأ نقيب موسيقيين مصري في التاريخ الحديث، والمعروفة شعبياً بـ”روح نادي ع الصعيدي وابن عمه البورسعيدي”.

فالخطة المصرية لإعادة الإعمار نادى بها ابن سوهاج “بدر عبد العاطي”، فلم يُجبه أحد.
كما أن المظاهرات الشعبية عند معبر رفح، بقيادة الكابتن “عادل شكل” عميد مشجعي فريق الاتحاد السكندري،
لن تغيّر الواقع بأن المعبر أصبح له باب دوّار يفتح على رفح ويعود إلى رفح بدون الدخول إلى غزة.

عندما سُئل الأستاذ عماد الدين أديب، السفير أبو الغيط، في لقاء على هامش قمة حكومات العالم بالإمارات 2025،
عن ترامب، والقضية الفلسطينية، وزيارة الخليج،
جاء رد الأمين العام لجامعة الدول العربية بإجابة مبهمة تتمدد على ثلاث أفكار، أخطرهم الثالثة:

1- أن ترامب لا أحد يتوقعه.
2- أن الأمين العام لم يستطع أن يكتشف ترامب لأنه لم يقابله.
3- أن هناك توقعاً فطرياً “طفولياً” لدى الأمين العام باصطفاف عربي تقوده مصر.
وكان الأمين العام لم يختبر أفكاره منذ كان آخر وزير خارجية في حكم مبارك.

أما عن تسريب بكري ومصطفى مدبولي، فأقول ما قاله الشاعر العربي الأسمر:
“فلا الناقة تنطح ولا العنزة تطول رقابها.”

ملحوظة: أنا الشاعر العربي الأسمر. مفيش داعي للبحث ولا حاجة.

شاركنا تعليقك