المصدر: الشرق الأوسط

أثار قرار الحكومة المصرية إسقاط الجنسية عن مواطن مصري بسبب التحاقه بالخدمة العسكرية في الجيش الروسي، موجة جديدة من الجدل حول مشاركة مصريين في الحرب الروسية – الأوكرانية، وسط غياب البيانات الرسمية عن أعدادهم أو مصيرهم.

وجاء القرار، الذي نُشر في الجريدة الرسمية الخميس، بتوقيع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وشمل المواطن محمد رضوان سنوسي محمد، البالغ من العمر 22 عامًا والمولود في محافظة قنا بصعيد مصر، وذلك لانضمامه إلى جيش أجنبي دون الحصول على ترخيص مسبق، وهو ما يخالف القانون المصري.

ووفق الجريدة الرسمية، فإن القرار صدر بناءً على عرض من وزير الداخلية محمود توفيق، بعد تداول مقطع فيديو للشاب ظهر فيه في مقابلة مصورة وهو يتحدث عن انخراطه في القتال ضمن صفوف الجيش الروسي على الجبهة الأوكرانية، قبل أن يقع في الأسر لدى الجيش الأوكراني.

من طالب طب إلى مقاتل على الجبهة

في الفيديو الذي تم تداوله على الإنترنت، أوضح رضوان أنه توجه إلى روسيا لدراسة الطب بعد فشله في الالتحاق بكلية الطب في مصر، إلا أنه تعرض لأزمة مالية حالت دون استكمال دراسته، ما أدى إلى فصله من الجامعة.

ويزعم رضوان أنه تم عرضه عليه التجنيد في الجيش الروسي مقابل إسقاط عقوبة الحبس المقررة عليه ومنحه الجنسية الروسية، لكنه أُرسل إلى الجبهة بعد 4 أيام فقط، حيث وقع في الأسر من قبل القوات الأوكرانية.

ورغم تداول شهادات غير موثقة عن حالات مشابهة لمصريين آخرين، لا تزال السلطات المصرية لم تُصدر أي بيانات رسمية بشأن أعداد المصريين الذين قد يكونون قد انضموا إلى أي من طرفي النزاع.

ردود فعل رسمية وتشريعية

اعتبر النائب فريدي البياضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن القرار متسق مع القانون والدستور المصري، إلا أنه طالب الحكومة بالبحث في الأسباب التي تدفع الشباب المصري للسفر والمخاطرة بالانخراط في نزاعات مسلحة بدلًا من العودة إلى الوطن.

وقال البياضي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، إن حالة الشاب رضوان تمثل تحولًا مأساويًا من طالب كان من الممكن أن يصبح طبيبًا، إلى شخص فاقد للجنسية وملاحق قانونيًا.

إجراءات أمنية جديدة وقلق حكومي متصاعد

في سياق متصل، اتخذت السلطات المصرية إجراءات أكثر تشددًا تجاه سفر الطلاب إلى روسيا وأوكرانيا، من خلال اشتراط الحصول على تصريح أمني مسبق للفئة العمرية من 18 إلى 35 عامًا، بعد رصد محاولات لتجنيد بعضهم في صفوف قوات مقاتلة.

وكانت مصر قد قامت بإجلاء عدد كبير من طلابها من أوكرانيا في بداية الحرب، ودمجهم في الجامعات المصرية، في محاولة لضمان استمرار مسيرتهم التعليمية دون تعرضهم للخطر.

وبحسب وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور، فإن عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون في روسيا يقدّر بنحو 15 ألف طالب موزعين على تخصصات طبية وهندسية ونظرية.

Leave a Comment