أكدت مصادر ميدانية وقوع مجزرة دامية في ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة اليمنية عقب غارات عنيفة نفذتها طائرات أمريكية

مما أسفر عن استشهاد 38 عاملا وموظفا وإصابة 102 آخرين في حصيلة أولية وصفت بأنها مرشحة للارتفاع بسبب بقاء أشلاء بشرية لم يتم التعرف إليها حتى اللحظة

أوضحت الجهات الطبية في الحديدة أن الاستهداف المباشر للميناء أدى إلى تدمير منشآت حيوية وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية إضافة إلى تساقط عدد كبير من الضحايا غالبيتهم من العمال المدنيين الذين تواجدوا في الموقع لحظة القصف المكثف الذي شنته الطائرات الأمريكية في الساعات الأولى من فجر الجمعة

أعلن مكتب الصحة بمحافظة الحديدة أن عدد الشهداء الذين تم توثيقهم بلغ 38 شخصا في حين وصل عدد المصابين إلى 102 مصابا بعضهم في حالات حرجة مشيرا إلى أن عمليات الإنقاذ والإخلاء واجهت صعوبات كبيرة بسبب كثافة القصف واستمرار تحليق الطائرات الحربية فوق الموقع المستهدف

زعم مسؤولون طبيون أن العديد من الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات كانوا يعانون من حروق شديدة وبتر في الأطراف وجروح عميقة ناتجة عن شظايا القذائف مما يدل على استخدام أسلحة ذات قوة تفجيرية عالية في الغارات الأخيرة

صرحت الفرق الطبية بأن المرافق الصحية في الحديدة تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية لمواجهة الكارثة الصحية الناتجة عن هذا الهجوم مبينة أن سيارات الإسعاف نقلت أكثر من 80 مصابا إلى مستشفيات المدينة بينما تم إعلان حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات القريبة من موقع الاستهداف

أفاد أطباء في مستشفى الثورة التعليمي أن خمسة مسعفين سقطوا شهداء أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين داخل الميناء لحظة تعرضه لغارة ثانية بعد دقائق من الغارة الأولى الأمر الذي أدى إلى سقوطهم ضحايا بين الشهداء

استدركت الجهات الصحية بأن الأرقام المعلنة ما تزال غير نهائية بسبب وجود عالقين تحت الأنقاض وصعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى بعض المواقع المتضررة داخل الميناء بسبب الدمار الواسع الناجم عن الغارات المتتالية

أضاف شهود عيان من سكان المناطق المحيطة بالميناء أن دوي الانفجارات سُمع لمسافات بعيدة وأن ألسنة اللهب والدخان تصاعدت من المنطقة لساعات بعد القصف كما شاهدوا سيارات الإسعاف وهي تنقل جثث الشهداء والمصابين إلى المستشفيات تحت حراسة أمنية مشددة

شن الطيران الأمريكي سلسلة غارات أخرى قبل الهجوم على ميناء رأس عيسى استهدفت مواقع عسكرية ومعسكرات تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية مما أدى إلى استشهاد مدنيين وتدمير منشآت ومخازن أسلحة بحسب ما أفادت به مصادر محلية

نفذ الطيران الأمريكي 14 غارة على معسكر الحفاء في مديرية السبعين جنوب العاصمة صنعاء كما قصف مخازن أسلحة في جبل نقم شرقي المدينة واستهدف مواقع في فج عطان جنوب غرب العاصمة إضافة إلى غارات على معسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي جنوبي المدينة

أشار شهود عيان إلى أن القصف الجوي طال أيضا مديرية بني حشيش شرقي صنعاء ومديرية مناخة غرب المدينة حيث سُمع دوي الانفجارات وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق المستهدفة في ظل حالة من الذعر والخوف بين السكان المدنيين

استهدف الطيران الأمريكي مواقع تابعة للحوثيين في محافظة الجوف شمال شرقي اليمن حيث تم تنفيذ عدة غارات على مديرية الحزم مركز المحافظة فيما تعرضت مناطق عسكرية ومخازن سلاح في مديرية مجز بمحافظة صعدة لغارات جوية عنيفة

أوضح السكان في صعدة أن القصف الجوي استهدف منطقة طخية فجر اليوم محدثا أضرار جسيمة في المباني المجاورة ومخازن السلاح مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وتدمير ممتلكات مدنية

هاجم الطيران الأمريكي أيضا معسكرات تابعة لجماعة الحوثي في مديرية ميفعة بمحافظة ذمار كما طالت الغارات مواقع عسكرية في مديريتي الدريهمي والتحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن

أعلنت تقارير محلية أن الغارات الأمريكية الأخيرة خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة في عدد من المحافظات اليمنية منذ الخامس عشر من مارس الماضي حيث بلغ عدد القتلى المدنيين 125 شخصا في حين أصيب 256 آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء

أشارت مصادر طبية إلى أن عدد الشهداء يشمل ضحايا الغارات على عدة محافظات يمنية من بينها صنعاء وصعدة والجوف والحديدة وذمار موضحة أن المستشفيات باتت عاجزة عن استقبال المزيد من الجرحى بسبب نقص الأجهزة والمستلزمات الطبية

أكدت مصادر مطلعة أن هذه العمليات الجوية تأتي ضمن حملة تصعيد عسكري تنفذها الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين منذ أسابيع ردا على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ تجاه أهداف إسرائيلية

استهدفت القوات الأمريكية الميناء النفطي في رأس عيسى باعتباره أحد أهم مصادر الدخل الذي تعتمد عليه الجماعة لتمويل عملياتها العسكرية بحسب ما أفادت به تقارير عسكرية غربية معتبرة أن تدمير الميناء يهدف إلى إضعاف القدرات المالية للجماعة

لفت المراقبون إلى أن الحملة الجوية الأمريكية تسارعت وتيرتها بشكل لافت منذ منتصف مارس الماضي وسط تعهدات أمريكية بتكثيف العمليات العسكرية ضد الحوثيين ردا على استمرار استهدافهم لممرات الملاحة الدولية وسفن الشحن في البحر الأحمر

استمرت الطائرات الأمريكية في شن غاراتها المتواصلة مستهدفة البنية التحتية والمواقع العسكرية والاقتصادية في عدد من المناطق اليمنية في محاولة لشل قدرات الحوثيين وتقليص نفوذهم على الأرض وسط تزايد أعداد الضحايا المدنيين نتيجة هذه العمليات

نوهت منظمات إنسانية إلى تدهور الوضع الإنساني في محافظة الحديدة بعد الهجوم الأخير على ميناء رأس عيسى معتبرة أن استهداف منشآت حيوية كالموانئ يؤدي إلى تفاقم الأزمة الغذائية والصحية في البلاد ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين

زعم محللون أن القصف المركز على الميناء يعكس توجها جديدا في استراتيجية العمليات الجوية الأمريكية التي أصبحت تركز على استهداف مصادر التمويل الحيوية بدلا من المواقع العسكرية فقط في إطار الضغط على الجماعة لإنهاء هجماتها في البحر الأحمر

أردفت التقارير بأن ميناء رأس عيسى يعتبر شريانا اقتصاديا هاما في غرب اليمن وكان يستخدم لتصدير المشتقات النفطية مما جعله هدفا مباشرا للضربات الأمريكية في ظل تصعيد غير مسبوق تشهده الساحة اليمنية في الأسابيع الأخيرة

أوضحت المعلومات الميدانية أن الغارات المكثفة لم تقتصر على منشآت الميناء فحسب بل طالت مباني إدارية وسكنية قريبة كانت تأوي موظفين وعمالا مدنيين مما فاقم من حجم الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير

أجابت جهات الإسعاف بأن صعوبة الوصول إلى الميناء بسبب استمرار التحليق الجوي أعاق عمليات الإنقاذ والإجلاء لعدة ساعات ما أدى إلى بقاء الجرحى ينزفون تحت الأنقاض قبل أن يتم انتشالهم ونقلهم إلى المستشفيات

صرحت مصادر طبية أن جثث الضحايا تناثرت في أنحاء متفرقة من الميناء وأن عملية التعرف إلى بعضها واجهت صعوبات كبيرة بسبب التشوهات الناتجة عن شدة الانفجارات والحرائق التي اندلعت عقب القصف

أكدت التقارير الميدانية أن الوضع في محافظة الحديدة بات مأساويا نتيجة الضربات الأمريكية الأخيرة في حين تتصاعد التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحصار الجوي والبحري على مناطق سيطرة الحوثيين

استرسل المراقبون في توصيف المشهد اليمني الحالي بأنه يقترب من كارثة إنسانية جديدة في حال استمرار الضربات الجوية واستهداف المنشآت المدنية والاقتصادية وغياب أي مؤشرات لتوقف العمليات العسكرية في الأفق القريب







Source link