أعلن الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة “مايكروسوفت”، بيل غيتس، عن تعهده بإنفاق الجزء الأكبر من ثروته، والتي يُتوقَّع أن تصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2045، على دعم برامج الصحة والتعليم في القارة الأفريقية خلال العشرين عاماً المقبلة.
وقال غيتس، خلال كلمة ألقاها من مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن الاستثمار في الإمكانات البشرية هو السبيل نحو تنمية مستدامة في أفريقيا، مشدداً على أهمية تمكين الأمهات والأطفال وتوفير التعليم والتغذية الجيدة في السنوات الأولى من عمر الإنسان.
“إطلاق الإمكانات البشرية عبر تحسين الصحة والتعليم، هو ما يمكن أن يضع كل بلد في أفريقيا على مسار الرخاء”، قال غيتس، مضيفاً: “تعهّدت مؤخراً بالتبرع بثروتي على مدى العشرين عاماً المقبلة، وستُوجَّه معظم هذه الأموال إلى دعم المجتمعات في القارة”.
تركيز على الذكاء الاصطناعي لدعم الرعاية الصحية
غيتس دعا الشباب الأفارقة إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمة الرعاية الصحية في القارة، مشيراً إلى التجربة الناجحة لأفريقيا في تجاوز أنظمة البنوك التقليدية بفضل التكنولوجيا المحمولة.
وقال: “أنتم تدشّنون الجيل الجديد من نُظم الرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة يمكن أن تُحدث تحولاً غير مسبوق في الخدمات الصحية”.
مؤسسة غيتس.. مهام محددة وأجل مسمى
ويأتي هذا الإعلان ضمن خطة “مؤسسة غيتس” لإنهاء أعمالها خلال العقدين المقبلين، حيث حددت المؤسسة ثلاث أولويات رئيسية:
خفض معدل الوفيات بين الأمهات والأطفال لأدنى مستوى ممكن.
القضاء على الأمراض المعدية القابلة للعلاج.
إخراج ملايين البشر من دوائر الفقر والحرمان.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن عملها سينتهي “عملياً” خلال العشرين عاماً المقبلة، وهو ما أكده غيتس في تدوينة له قال فيها:
“أود أن يُقال عني بعد وفاتي: لقد أحدث فرقاً، لا أنه مات غنياً”.
ترحيب أفريقي ورسائل نقدية
لاقى إعلان غيتس ترحيباً واسعاً في الأوساط الأفريقية، حيث وصفت غراسا ماشيل، السيدة الأولى السابقة لموزمبيق، المبادرة بأنها جاءت “في وقت أزمة”، معوّلة على التزام غيتس في “مواصلة دعم قضايا التحول في أفريقيا”.
لكن في المقابل، أثار تراجع المساعدات الحكومية الأمريكية للقارة، خصوصاً برامج مكافحة الإيدز، قلقاً من تصاعد الاعتماد على المبادرات الخيرية الخاصة.
ويخشى منتقدون من أن النفوذ المتنامي لمؤسسة غيتس قد يُحدث اختلالاً في أولويات الصحة العالمية، خاصة في ظل اتهامات بأن بعض التبرعات تُستخدم كوسائل للتهرب الضريبي أو لتوجيه السياسات العامة.
رغم ذلك، يواصل بيل غيتس تقديم نفسه كمحسن عالمي ملتزم، مستلهماً طريقه من رفيقه رجل الأعمال وارن بافيت، أحد أبرز رموز العمل الخيري في العصر الحديث.