يُعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي يناقش مسألة الحكم العسكري في دولة كبيرة ومحورية مثل مصر، أثناء حكم الرئيس الحالي وفي حياته، بهذا الشكل الجريء والجديد. وعلى الرغم من الدعم الأوروبي المتواصل للسيد الرئيس واستقرار النظام، من المثير أن يكون الدعم المالي والإنتاجي لهذا الفيلم أيضًا أوروبيًا، في مفارقة تعكس تعقيد العلاقة بين الغرب والنظم السلطوية في المنطقة.

يشارك الفيلم المصري “نسور الجمهورية” في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والسبعين، بعرض عالمي أول مقرر يوم 19 مايو 2025، ليكون بذلك أحد أبرز الأعمال العربية المنافسة على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام. الفيلم من تأليف وإخراج طارق صالح، الذي يستكمل من خلاله ثلاثيته السينمائية عن السلطة في مصر، بعد فيلمي “حادثة النيل هيلتون” و”ولد من الجنة”.

تدور أحداث الفيلم حول جورج فهمي، نجم سينمائي يُجبر على المشاركة في فيلم دعائي تنتجه المؤسسة العسكرية، لكنه يدخل في علاقة مع زوجة الجنرال المسؤول عن العمل، لتتعقد حياته الشخصية والمهنية وسط صراع بين الواقع والدعاية.

يتقاسم البطولة عدد من النجوم المصريين والعرب، على رأسهم فارس فارس في شخصية جورج فهمي، وتشاركه لينا خودري في دور دونيا، وعمرو واكد في دور الدكتور منصور، ويأتي بعده تميم هيكل في دور رجل الأعمال أبو طالب، أحد رجال الأعمال المقربين من السلطة، إلى جانب زينب تريكي في دور سوزان.

ويضم طاقم العمل أيضًا شيرين دعيبس، دنيا مسعود (في دور زوجة جورج)، حسام شادات، أحمد خيري، شيروان حاجي، صهيب نشوان، تامر سينجر، وأحمد دياب في دور موظف الاستوديو، بالإضافة إلى حسن السيد (الأسقف القبطي)، محمد نهيمي (حارس الليل)، بدرام حاجي غولي، وهيثم السعدني. الفيلم من إنتاج مشترك بين لينوس ستور توريل، ليندا موتاوي، يوهان ليندستروم، ألكسندر ماليت-غي، تينا وينهولت، مونيكا هيلستروم، وأوليفييه بير، بالتعاون مع شركات إنتاج أوروبية هي: Unlimited Stories (السويد)، Memento Production (فرنسا)، Bufo (فنلندا)، وProfile Pictures (الدنمارك).

تولى مدير التصوير الفرنسي بيير آيم تصوير الفيلم، فيما قام بالمونتاج ثايس شميت، ووضع الموسيقى التصويرية المؤلف العالمي الحائز على الأوسكار ألكسندر ديسبلات. وصمم الديكور روجر روزنبرغ، والأزياء فيرجيني مونتيل. وأشرف على اختيار الممثلين كل من جيوفاني ليلي ومريم عماري. تم تصوير “نسور الجمهورية” في عدد من الدول في الشرق الأوسط وأوروبا، نظرًا لتعذر التصوير في مصر بسبب الطبيعة السياسية للموضوع. ويمتد الفيلم لمدة ساعتين وخمس دقائق (2h 5m).

في تصريحات صحفية، أكد المخرج طارق صالح أن الفيلم لا يهاجم النظام، بل يسعى لفهم ديناميكيات الدولة من الداخل، من خلال شخصيات واقعية تعيش في منطقة رمادية بين القهر والمقاومة. وأضاف: “الفن عندما يُستخدم كأداة دعائية يفقد روحه، لكن أبطاله يظلون بشرًا حقيقيين، تتقاذفهم السلطة كما تتقاذف أي فرد آخر في المجتمع”. تمثل مشاركة الفيلم لحظة فارقة للسينما المصرية المستقلة، وتفتح الباب أمام أعمال تلامس الواقع السياسي والاجتماعي دون خضوع للرقابة المحلية، فيما يُتوقع أن يحظى “نسور الجمهورية” باهتمام نقدي وجماهيري كبير خلال عرضه في كان.
لمشاهدة إعلان الفيلم، يُرجى الضغط على الرابط التالي: https://youtu.be/ote0lTIOF2A

شاركنا تعليقك