المصدر: الشرق الأوسط
أثار اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي عقد بطلب من الجزائر والصومال، نقاشاً حادًا حول العمليات الإسرائيلية في الأراضي السورية، وسط تباين واضح في مواقف الدول الكبرى، بين مندد بالانتهاكات الإسرائيلية ومتفهم لدوافعها الأمنية.
الأمم المتحدة تحذر من تقويض الانتقال السياسي في سوريا
في إحاطته أمام مجلس الأمن، ندد خالد خياري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، بالانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974، محذرًا من أن تلك الانتهاكات تهدد عملية الانتقال السياسي الهشة في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وأكد خياري أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أعرب بوضوح عن إدانته لكل الأعمال التي تنتهك الاتفاق، مشيرًا إلى أن إسرائيل نفذت مئات الغارات الجوية في مناطق مختلفة من سوريا، بينها الجنوب الغربي، الساحل، دمشق، حماة، وحمص، وصرّحت قياداتها بعزمها الاستمرار في التواجد العسكري داخل سوريا.
وحذر من أن “هذه الحقائق الجديدة على الأرض من الصعب تغييرها”، داعيًا مجلس الأمن إلى تجديد التزامه بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وعدم السماح للإجراءات التكتيكية قصيرة الأجل أن تقوّض فرص تحقيق السلام الدائم.
الوضع الميداني في الجولان تحت المراقبة الأممية
من جهته، أكد جان بيار لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، أن الوضع في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) لا يزال متقلبًا، وأن الجيش الإسرائيلي يتواجد بشكل غير قانوني في 12 موقعًا داخل المنطقة الفاصلة منذ ديسمبر الماضي.
وأشار لاكروا إلى أن القوات الإسرائيلية تقيد حركة السكان المحليين، وتصادر ممتلكاتهم وتحتجز مدنيين، مشيرًا إلى احتجاجات متكررة من السكان المتضررين، ودعوات متزايدة لـ«أندوف» للتدخل والضغط على إسرائيل للانسحاب.
الولايات المتحدة: لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها
في المقابل، أعربت دوروني شيا، القائمة بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، عن تفهم بلادها للتحركات الإسرائيلية في سوريا، معتبرة أن لإسرائيل “حقًا أصيلاً في الدفاع عن النفس”، خاصة في مواجهة ما وصفته بـ”الجهات الخبيثة التي تستخدم سوريا كمنصة لزعزعة الاستقرار”.
وشددت على أن واشنطن تتشارك مع إسرائيل مخاوفها من تحول سوريا إلى ملاذ آمن للإرهاب، مرحبةً في الوقت نفسه بالتصريحات الإسرائيلية والتركية بعدم السعي إلى تصعيد الصراع داخل سوريا.
بريطانيا: تشكيل الحكومة السورية الجديدة خطوة مهمة
من جانبها، رحبت جيسيكا غامبيرت غراي، نائبة المنسق السياسي في البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة، بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، واعتبرته خطوة إيجابية نحو انتقال سياسي شامل، مؤكدة استعداد بلادها للعمل مع السلطات السورية الجديدة لدعم مستقبل مستقر ومزدهر للشعب السوري.
ورغم ذلك، أعربت عن قلق لندن من الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي قد تزعزع استقرار سوريا والمنطقة، مطالبة إسرائيل باحترام القانون الدولي واتفاق فك الاشتباك، ووحدة الأراضي السورية.