تواصل إسرائيل إغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين المسلمين، ما يزيد من حدة التوترات في المنطقة عشية عيد الفطر.
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوم السبت أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الوصول الكامل إلى الحرم الإبراهيمي الشريف رغم المناسبات الدينية.
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمد مصطفى نجم في بيانه الصادر أن هذا القرار الإسرائيلي يتزامن مع حلول عيد الفطر ويأتي استمراراً للسياسات القمعية ضد الأماكن المقدسة الإسلامية.
شدد نجم على أن الاحتلال يواصل هذا الإجراء للمرة السادسة خلال شهر رمضان الجاري، ما يزيد من غضب الفلسطينيين ويؤجج مشاعر الاستياء.
أشار نجم إلى أن هذا الإغلاق يعتبر تعدياً صارخاً على حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم الإبراهيمي، خاصة في وقت يحتفل فيه المسلمون بعيد الفطر.
دعا أبناء محافظة الخليل للتمسك بالوجود في صلاتي الفجر والعيد رغم العراقيل التي يضعها الاحتلال، وذلك لإظهار صمودهم في وجه محاولات تهويد المسجد.
تذكّر الفلسطينيون في هذا السياق بالمجزرة التي ارتكبها مستوطن يهودي في عام 1994، والتي أودت بحياة 29 مصلياً فلسطينياً داخل المسجد الإبراهيمي. بعد تلك المجزرة، قررت إسرائيل تقسيم المسجد بين اليهود والمسلمين، حيث تم تخصيص 63% من مساحته لليهود بما في ذلك غرفة الأذان، بينما اقتصرت النسبة المتبقية على المسلمين.
فرضت إسرائيل قوانين صارمة تمنع المسلمين من استخدام الحرم بشكل كامل إلا في 10 مناسبات دينية سنوية، من ضمنها أيام الجمعة من شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، إضافة إلى مناسبات دينية أخرى كليلة الإسراء والمعراج. في المقابل، يُسمح لليهود بالسيطرة الكاملة على الحرم في 10 أيام خلال أعيادهم الدينية.
يأتي هذا الإغلاق في إطار محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتكريس الهيمنة اليهودية على المسجد وتحويله إلى كنيس تلمودي يُمارس فيه الطقوس اليهودية. استنكر نجم هذه السياسات، مؤكداً أن المسجد الإبراهيمي هو وقف إسلامي ولا يمكن السكوت عن تحويله إلى مكان لأداء الطقوس التلمودية.
تطالب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف انتهاكاتها المستمرة للحريات الدينية في الحرم الإبراهيمي، وتدعو إلى احترام قدسية المسجد وحقوق المسلمين في ممارسة عباداتهم بحرية.
يُذكر أن المسجد الإبراهيمي يقع في البلدة القديمة من مدينة الخليل تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، حيث يسكن هناك نحو 400 مستوطن يهودي بحماية ما يقارب 1500 جندي إسرائيلي، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.