المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)
اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الجمعة، إسرائيل بمحاولة تقويض التحول السياسي في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وذلك عبر تأجيج الانقسامات الداخلية وضرب استقرار البلاد.
وفي كلمة ألقاها خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي بجنوب تركيا، قال إردوغان إن إسرائيل “تحاول نسف ثورة الثامن من ديسمبر” من خلال إثارة الخلافات العرقية والدينية، وتحريض الأقليات على معارضة الحكومة السورية الجديدة، التي تحظى بدعم تركي.
رفض تركي لزعزعة الاستقرار السوري
وأضاف الرئيس التركي:
“لن نسمح بجرّ سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار”، مشيرًا إلى أن الشعب السوري “سئم المعاناة والقمع والحرب”، في إشارة إلى سنوات الصراع التي أعقبت الانتفاضة الشعبية عام 2011، وما تبعها من تحولات عسكرية وسياسية.
واعتبر إردوغان أن الضربات الإسرائيلية المتكررة في سوريا تقوّض الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش، وتؤثر على الأمن الإقليمي، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ”الدور الإسرائيلي المباشر في تهديد استقرار المنطقة” من خلال هجماتها على سوريا ولبنان.
تصعيد محتمل بين تركيا وإسرائيل على الأراضي السورية
وجاءت تصريحات إردوغان بعد أيام قليلة من محادثات تقنية بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان، هدفت إلى تجنب التصعيد العسكري بين الجانبين في سوريا.
لكن، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن أربعة مصادر مطلعة الأسبوع الماضي، فقد قامت تركيا بتفقد ثلاث قواعد جوية داخل الأراضي السورية في إطار اتفاق دفاعي مشترك محتمل، ما أثار مخاوف إسرائيل من زيادة النفوذ العسكري التركي في سوريا.
وبحسب التقرير، نفذت إسرائيل قصفًا جويًا مكثفًا في بداية الشهر الجاري على المواقع ذاتها التي زارتها تركيا، في خطوة رُجحت أن تكون رسالة تحذيرية بشأن أي تحرك عسكري تركي قد يُنظر إليه كتهديد.
سوريا بعد الأسد: صراع نفوذ جديد؟
يأتي هذا التصعيد في ظل تغيّرات جذرية على الساحة السورية، عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 وتشكيل حكومة جديدة مدعومة من تركيا، ما أعاد خلط الأوراق الإقليمية، وأثار تنافسًا على النفوذ في سوريا بين قوى إقليمية مثل تركيا وإسرائيل.
وبينما تؤكد أنقرة أن تحركاتها تهدف إلى دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، تتهمها أطراف أخرى بالسعي لتثبيت وجود عسكري دائم في سوريا، وهو ما تنفيه الحكومة التركية رسميًا.